للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فذكرنا مقال منه فصل

مقال المصطفى بحرى تبوك

ويمدحه بأنه نهل من جنان العلم الأنيقة، ورياضه حتى كمل فيه الفضل والفضائل منذ كان صغيرا، وأصبح بالعلم خير خليفة تولى إمرة المؤمنين.

على أن أهم عنصر يضيفه الصولى في مدائحه في الخلفاء _ هو العنصر المتصل بالدين، حيث يضمن مدائحه للخلفاء معاني تضفى عليهم صفات التقديس. فنراه يصف الراضي بأنه الإمام الذي اختاره الله لينقذ الدين، وأنه حاز كل المكرمات، وحاز بها الكمال والمجد وحب الناس، كما يمدحه بأنه حجة الله، وأنه قبلة الدين، التي يتجه إليها الناس في صلاتهم وحياتهم، وأن طاعته واجبة وجوب طاعة الله ومن عصاه فله الموت والهلاك في الدنيا، وثقل العذاب في الآخرة. يقول:

يا إماما إليه حلت عرا الفخ

ر وفلّت معاقد الأغراض

حاز بالمكرمات كامل مجد

علق الناس فيه بالأبعاص

حجة الله أنت يا قبلة ال

دين فليست ترد بالادحاض

أذن السيف من عصاك من ال

ناس يهلك واشك وانقراض [٥]

وبثقل من العذاب ووزر

ينقض الظهر أيما انقاض

ويقول أيضا.. إن الله أوحده في فضائله، وأوجده من بدء الوجود، يحميه ويكلفه برعايته، وينحس أعداءه، ويلهمه السداد والتوفيق، ويصل الصولي إلى قمة مديحه الدينى، فيبالغ مبالغة شديدة حين يقول في مديحته الدالية للراضي: لو جاز لبشر أن يعبدوا غير الله، لعبدوا الخليفة ومجدوه وسبحوا بحمده. يقول:

أوحده الله في فضائله

فهو من بدء الكمال أوجده

كفاية الله تستطيف به

تنحس أعداءه وتسعده

لو جاز أن يعبد العباد سوى ال

خالق كنا للبرِّ نعبده

ويمدحه أيضا بأن كل ما في الوجود من محاسن مرجعه إليه، فهو مالك الدهر، الكل له مطيع، فطاعته من طاعة الله. يقول:

محاسن هذا الخلق منك إبتداؤها

ويجذبها ذو كلفة منك كاللص

فلا زلت للدهر المملك مالكا

يطيعك فيما تشتهيه ولا يعصى