للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويمدحه بأنه المعتلي بفخره، والذي يهتدي بنور هديه الناس، وانه إمام المسلمين. وعصمة أمرهم ودينهم، يقول:

بعلوّ فخرك في المفاخر يعتلى

وبنور هديك في الديانة يُسْتضَا

ويمدح الراضي أيضا بأنه كل الورى وسيد الناس، والجميع عبيد له يأتمرون بأمره، وينتهون بنهيه، كبيرهم وصغيرهم، أعلاهم وأدناهم، ففي حياته حياة الناس، وفي بقائه الفوز لهم والغنى والسداد، ومن لا يؤمن بطاعته وحبه، فلن تنفع له صلاة.. يقول:

فأسلم الله إمام الهدى

فما عطاء الدهر بالنحسِ

كل الورى أنت وكل يرى

عبدك من عال ومن نكسِ

بقاؤك الفوز لنا والغنى

نصبح فيه مثل ما نمسِ

من لا يرى حبك فرضاً فما

أدى فروض الله في الخمسِ

والصولي يشير دائما في مدائحه للخلفاء العباسيين إلى فكرة الخلافة، وأنهم أحق الناس بها لصلة الدم والعصب، وأن الله ارتضاهم وفضلهم على العالمين، واختارهم للخلافة واختارها لهم. من ذلك قوله: أن اختار الراضي خليفة له على الأرض، وهو كفء لذلك وراضٍ، وأن الخلافة أتته طوعا، ولم يطلبها أو يسعى إليها، وهو الأحق بها، المعان بقوة الله على أمورها:

بمحمدٍ رضي الإله خليفة

في الأرض فهو بذلك راضٍ مرتضى

جاءته طوعا لم يسيرِّ لفظه

فيها، ولا أضحى لها متعرضا

فهو الحقيق بها، المعان بقوة

فيها بحكم فاصل لن يدحضا

ويقول في قصيدة أخرى إن الخلافة خطرت نحوه طائعة بإجماع من الناس، فالكل عقد عليه العزم لإرجاع مجد الإسلام، حتى الزمان قد استلذ وفرح وترنم، وجلى سواده القديم ببياض الأمل:

خطرت نحو الخلافة طوعا

باتفاق من السورى وتراضِ

واصطفاق من الأكف دراكا

واجتماع موف وعزم مفاضِ

واستلذ [٦] إذ أسفر المل

ك وجلى سواده ببياضِ