للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي مديحته اللآمية للخليفة المتقى لله، يخاطبه قائلا.. إن الخلافة أتتك قدراً من العلى القدير، الحافظ الوكيل، وأنه حباك بها، وصانها لك، وأنه كفيل بإتمام نعمته عليك، ولو حِدْت عنها فإنه سيقودها إليك، فليس هناك كفء لها غيرك. فهو الذي اصطفاك لها واصطفاها لك:

أتتك اختياراً لا احتلابا خلافة

لك الله فيها حافظ ووكيل

حباك بها من صانها لك انه

بإتمام نعماه عليك كفيل

ولو حدت عنها قادها بزمامها

إليك اصطفاء الله وهى نزيل

ويسجل الصولى في مدائحه للخليفة كل الأحداث التي تحدث في عهده، من انتصار في الحروب أو إخماد للفتن، أو قضاء على المؤامرات، فتراه يذكر -في مديحته للراضي- إخماد فتنة ((مردواج)) الذى حاول أن يناهض الخلافة، غير أنه ((بحكم)) قضى عليه وأحبط مؤامرته.

ويقول للراضى: لا تخش أعداءك من أمثال ((مردواج)) وهم جميعاً يقتلون بقدرة الله، لأن الله يؤيدك بنصره، ويستعير صورتين من التاريخ، يربط بهما بين أحداث العصر وأحداث الماضي، فيربط بين جحافل جيوش المسلمين التي دلت فارس فأطفأت نار المجوس، وبين جحافل جيوش الراضي التي قضت على مردواج.

ويربط بين سرعة انهيار ملك بلقيس وبين سرعة القضاء على هذا الخارج؛ فيقول للخليفة الراضي.. إن رياح أيامك الغر الميامن قصفته فأخمدت نار الفتنة التي أشعلها, كما أخمد الفاتحون المسلمون نار المجوس , فانهار العرش الذي الذي بناه لنفسه ذلك اللعين, وسلب منه سريعا. بل أسرع مما سلب العرش من يدي الملكة بلقيس. يقول:

مردواج بسيف حظك مقت

ل فأهون بذاك من مرموس

قصفته رياح أيامك الغ

ر فأخمدت منه نار المجوس

ثل عرش العين أسرع مما

سلب العرش من يدي بلقيس