٣ _ هناك ملاحظات عامة: فمثلاً كرر ذكر المولد النبوي في صفحة (١١) فقال: "وهذا الدين الذي نحتفل بذكرى رسوله الأعظم في شهر ربيع الأول من كل عام"وكذلك في صفحة (١٥) مع أنه من المعلوم أن هذا الاحتفال بدعة.
وعندما تكلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه وتحت عنوان صغير (سحر العروبة) ذكر أن أعظم عمل قام به الفاتحون لمصر هو تحبيب اللغة العربية لهم حتى أصبحت كما يقول: "لغة الزوجين في كوخهما بآخر قرى كوم أمبو ولغة التأليف والنشر ولغة المنابر والمعابد ولغة الموسيقى والأغاني"فهل هذا اعتراف منه بالموسيقى والأغاني المصرية؟!
وأخيراً نعود فنقول: إن المؤلف قد أبرز سيرة بعض الصحابة كالنعمان بن مقرن المزني وعمرو بن العاص وبعض التابعين كالأحنف بن قيس وسعيد بن المسيَّب بما هم له أهل وبما يستحقون من إبراز محاسن أفعالهم وعظيم جهادهم في الفتح الإسلامي وكذلك أبرز سيرة بعض الفاتحين الذين قلّ أن يدري بهم شباب الإسلام اليوم من أمثال الجراح ابن عبد الله الحكمي. الذي توغل وفتح ما يسمى بلاد الخزر والتي تقع الآن تحت حكم روسيا. كل ذلك بأسلوب بليغ ومحبة لهؤلاء الصحابة والتابعين ومحاولة تنبيه الشباب إلى أمجاد التاريخ الإسلامي.
ولكن ما يفيد في وقت قد لا يفيد في وقت آخر، وقد مرت على المسلمين فترة كانوا فيها بموقف الذي يجعل الإسلام في قفص الاتهام ثم يحاول الدفاع عنه. وقد تجاوز المسلمون هذه المرحلة الآن إلى مرحلة الثقة المطلقة بالإسلام وإلى الهجوم على كل مبدأ غريب عن هذا الدين بدلاً من محاولة إلصاق أي مبدأ براق به، لتزيينه أمام الشباب كما يزعم. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نكون دائما في موقف العزة، {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} .