للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول في صفحة (١٥٠) : "وأنا أعتقد أن تاريخ العرب قبل الإسلام من أخصب تواريخ الأمم وأثمنها".

أما أن يكون عند العرب قبل الإسلام بعض الصفات التي تمتاز بها عن غيرها مثل بعدها عن فساد الحضارة والمدنية فهذا صحيح وأما أن يكون تاريخهم في الجاهلية من أثمن التواريخ فهذا مما يُشك فيه.. ويقول أيضا "إن الإنسانية لا تعرف أمة أثرى وأنبل وأوغل في مثلها العليا قولاً وعملاً من أمة العرب في الجاهلية"فكيف تكون في جاهلية وعندها هذا الثراء..

ويكرر في صفحة (١٥١) : "ويستلذ السهر في إخراج تاريخ العروبة والإسلام".. فهل العروبة غير الإسلام ويكرر هذا أيضاً في صفحة ١٦٧..

ويصرح أكثر في صفحة (١٧٧) عندما يصف بعض القبائل العربية "وكان لهم نضوج العقل وجمال المنطق وهما من ميراث القومية العريق في القدم".

وفي تبرير أفعال عبد الملك بن مروان قال في صفحة (٢٠٣) : "وأمثال عبد الملك كانوا يرون أن ما كان عليه الخلفاء الراشدون إنما كان فوق مستوى البشر" ... ولم يعلق على هذا. فإذا كان مستوى الخلفاء الراشدين فوق مستوى البشر فكيف يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتبعه ونتبع سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده.

والله سبحانه أرسل الرسل من البشر حتى لا يقول الناس (لو أرسل لهم ملائكة) هؤلاء ملائكة لا نستطيع تقليدهم أو إتباعهم والإسلام أنزل حتى يطبق في الأرض لا ليكون فوق مستوى البشر، وكيف استطاع عمر بن عبد العزيز أن يهتدي بهدي الخلفاء الراشدين، وعبد الملك لا يستطيع؟

ولقائل أن يقول ما صلة عبد الملك بالقومية العربية. فأقول: إن المؤلف يبرر كثيراً من أخطاء بني أمية لأنه يعتبر أن دولتهم دولة عربية ولذلك يبرر أخطاء الحجاج بل ويدافع عنه دفاعاً مجيداً. ويهاجم عبد الله بن الزبير، وينتقد أهل المدينة بسبب موقعة الحرة وهذا في تعليقه على كتاب (العواصم من القواصم) .