وفي صفحة (١٥) نلاحظ تأثره بالغربيين (وهذا حصل لغيره بسبب عدم وضوح هذه المفاهيم على أساس الإسلام) . فنراه يقيس الإسلام بالديمقراطية. وهي كما نعلم مبدأ غربي لا يمت إلى الإسلام بصلة لأن معناه هو حكم الشعب وفي الإسلام الحكم للشريعة التي أنزلها الله وليس للشعب.
يقول:"ونحن الآن في عصر الديمقراطية الذي تنزل فيه الدولة على حكم الأمة"ويطلب من القراء أن يكثروا من المطالبة بالإسلام حتى ينزل مجلس النواب على رأيهم!؟ ونحن نقول: إذا كان مجلس النواب هو ثمرة هذه الديمقراطية المهترئة فكيف يكون هو، وكيف نطلب منه أن ينقذ المسلمين ويحكم بالإسلام.
في صفحة (١٤٩) يركز كثيراً على موضوع الأخلاق. وهذه شنشنة غربية معروفة وهي أن (الدين المعاملة) التي يرددها كثير من الناس الذين يتساهلون في أمور العبادات كالصلاة وغيرها.. لذلك نراه يقول:"والعقيدة بلا أخلاق ساحل لبحر لا ماء فيه"والأخلاق عنده هي البحر الأعظم من الدين.. ولو قال العكس لكان أفضل، فالعقيدة هي الأساس والأخلاق وغيرها يبنى على العقيدة.
٢ _ وأما تأثر المؤلف ببعض شرر القومية فهذا ما نلاحظه في ثنايا كثير من الصفحات وبعض الكلمات والإشارات ففي صفحة (١٩) دافع عن أهل مكة في الجاهلية وبرر لهم عدم وجود حكومة تجمعهم فقال: "لأنهم -أي أهل مكة- قلما عرفوا فيهم مواطناً تنزع نفسه إلى الشر) . مع أن هذا نقص في أهل مكة والعرب الجاهلية، وقد ذم رسول صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" [٦] يعني كما كان أهل الجاهلية لا يبايعون أحدا ولا يجتمعون على رئيس لهم يسوسهم. ويردد كثيرا ً كلمة العروبة. ومعلوم أن هذه الكلمة أصبحت تستعمل الآن بمعنى القومية الذميم وليس بمعنى حب اللغة العربية أو اختيار الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم خيارا من خيار.