للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن المؤلف أكثر من الاستشهاد بالمستشرقين ونقل أقوالهم. ففي أول صفحات الكتاب ينقل مقالاً كاملاً للمستشرق (دوزي) . وقد قلت إن هذا المستشرق من أخبث المستشرقين ففي كتابه المشهور (تاريخ مسلمي أسبانيا) يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ربما كان رسول الله لا يفوق أحداً من معاصريه ولكنه لم يكن على شاكلتهم فقد ورث عن أمه رقة الطبع وحدة المزاج) ؟! [٢] . ويتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يشاطر قومه (قريش) في احتقارهم لأهل المدينة لأنهم زراع [٣] ولكنه لما يئس من قومه اضطر لتناسي هذه النظرة فرحب بوفود هذه المدينة [٤] ومثل هذا الكلام كثير في كتابه فلا يجوز أن يذكر مثل هذا وكأنه من المعتدلين.

وفي المقال الثاني صفحة (٧) يبدأ المقال بكلمة (جوستاف لوبون) وفي نفس المقال يستشهد بأقوال ثلاثة من الغربيين وينقل عن أحدهم (ويلز) تعريفه للإسلام بأنه هو المدنية. فهل هذا التعريف صحيح؟. وماذا يقصد (ويلز) بالمدنية؟ الله أعلم بمدنيته ماذا تحتوي لأنه يقول: "إن الدين الذي لا يسير مع المدنية؟ فاضرب به عرض الحائط" [٥] . وهل الإسلام يقاس بالمدنية أم العكس.

وفي الصفحة التاسعة أراد أن يستشهد بكلام (المسيو كلودفاير) فأتى به من مقدمة كتاب (العباسة) لجرجي زيدان وذكر كتاب جرجي زيدان بدون تعليق عليه كأنه توثيق له. ومعلوم أن هذا (الجورجي) من أساطين الصليبية والاستعمار الحاقدين.

وفي صفحة (١١) يريد أن يمدح الإسلام فيقيسه ببعض المصطلحات عند الغربيين يقول: "إن الإسلام الذي بعث الله به صاحب هذه الذكرى هو ما يسميه الإفرنج (السبرمان) ؟! "

أولاً: نحن لا نقيس الإسلام بما عند الغربيين.

ثانيا: إن كلمة (السبرمان) تعني الرجل المثالي الخيالي الذي قد لا يوجد على الأرض. ولكن الإسلام وجد على الأرض. ويناسب أهل الأرض. وطبق على هذه الأرض.