وكيف قال الأدريسي وابن حزم والخازن بالجاذبية قبل نيوتن بقرون متطاولة.. بل كيف ربط الخازن بين الثقل والسرعة والمسافة مما جعل كثيراً من المحققين يقولون إن صاحب كتاب "ميزان الحكمة"أي الخازن كان يعرف هذه العلاقة التي وضعها نيوتن على هيئة قوانين ومعادلات. وكيف أجرى ابن الهيثم من التجارب لقياس سرعة الضوء، وتقدير زوايا الانعكاس والانكسار وبحوثه في البصريات.
وعرفنا أن ابن ماجد الملاح العربي. كان ربان سفينة.. فاسكودي جاما. في رحلاته الاستكشافية في أعالي البحار. وأن جابر ابن حيان هو أول من أسس علم الكيمياء على دعائم قوية وخلصه من التشويه والاضطراب فنقله من صورته المشوبه بالشعوذة والسحر، إلى علم له قواعده وتجاربه وأصوله. حتى قال عنه ((سارتون)) بحق.. إن علماء العصر الحالي لم يقدروا أن هذه أعمال رجل عاش في القرن الثاني للهجرة.. لوفرة ما بها من مادة علمية صحيحة، وشهد له بذلك ((هولمبارد)) العالم الكيميائي المعاصر.
ويدلنا هذا العرض لتطور الفكر العلمي على أن العرب كانوا بحق واسطة العقد. تأثروا بعلماء العصر الإغريقي، وعلماء العصر الإسكندري ولكنهم أثروا بدورهم في علماء النهضة الأوربية.