للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك من حقه ألا يكون ضيقا محدود الآفاق، ليس فيه من المسائل العلمية الرئيسية ولا من الفروع القيمة ما يكفي لأن يصل بالبحث إلى حده الأدنى وقدره المقبول.

وكذلك ينبغي ألا يكون الموضوع صعبا لا تستطيع له فهما ولا هضما، ولا تستطيع أن تكتب فيه للناس شيئا يؤثر ويذكر.

ومن أعظم حقوق موضوعك عليك أن تخرج فيه على الناس بجديد كأن يرى الناس فيه مشكلة أو مشكلات كانت تنتظر حلاًّ فتأتي لهم بذلك الحل، أو شيئا خفي على الناس أمره فتقوم أنت فتجلوه على حقيقته وتظهره نقيا مصفىّ. أو يرى الناس فيه مادة علمية كانت مبعثرة هنا وهناك على غير نظام وفي غير ترتيب، فجئت أنت فلملمت أطرافها المبعثرة، وضممت شعثها المتفرق، وأخرجتها للناس متكاملة الصورة متصلة الأطراف، منسقة الأبواب والفصول.

وعلى وجه الإجمال لابد أن يكون في موضوعك شيءٌ جديدٌ يجذب القارئ وينفع الناس ويمتع، لا أن يكون مجرد موضوع تنال به الدرجة العلمية ثم لا يهُمك بعد ذلك أن يعلوه الغبار، ويطويه النسيان ويعيش في ظلمات القبور.

٢ _ إعداد الأوراق التي تجمع فيها المعلومات

تلميذي العزيز:

الخطوة الثانية على طريق البحث أن تُعِدَّ أوراقك التي تجمع فيها معلومات بحثك.

من الخطأ وضياع الجهد والوقت أن تكتب معلوماتك التي تعثر عليها في المراجع على أوراق مبعثرة لا تستطيع جمعها ولا الرجوع إليها كلما دعت الحاجة. وكذلك من الخطأ وضياع الجهد والوقت أن تكتب معلوماتك على صفحات متوالية في دفتر كبير مجلد، لأن ذلك سيأتي بمشاق كثيرة في المستقبل حين يأتي دور تنظيم المادة وتنسيقها وضم الحقائق ذات الموضوعات المتماثلة بعض إلى بعض.

ولذلك كان لابد من إتباع إحدى طرائق ثلاث: