اقرأها قراءة جهر بأناة وتؤدة، لترى كيف يجري بها لسانك، وكيف تستقبلها أذنك، وكيف يكون جرس الألفاظ ووقع الجمل على سمعك. فاللسان يتذوق الكلام كما يتذوق الطعام، وللآذان أحكام قلما تخطئ وتظلم.
فإن رأيت بعد هذه القراءة أن مسوّدة بحثك لا تزال تحظى برضاك وإعجابك وأنها لا تزال تحتفظ بقوتها وجدتها فلتكن هي النص النهائي لبحثك. وإن بدا لك فيها رأي آخر فغير واحذف وأضف على النحو الذي تراه صوابا، ولا تحزن على شيء يحذف، ولا على وقت أو جهد يضيع، فهذه أشياء قد اعتادت الباحثين من قبلك.
وليس هناك من باحث يستطيع / فيما أظن / أن يزعم أن مسوّدة بحثه الأولى كانت هي النص النهائي لبحثه.