ويقف دين الحق قوياً في الدعوة إلى الإنصاف وخلق أسباب الحياة الكريمة القائمة على المودة والرحمة {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} وهكذا يحفظ للجنس البشري كرامته على مدى الأجيال المتعاقبة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ويضمن له استمرار التعاون البنَّاء بين جِنْسَيهِ على المنهج الإسلامي، الذي ارتضاه خالق الكون سبحانه وتعالى للبشر عامة منذ نزل قوله الحكيم:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} وذلك على النقيض من كثير من النظريات الاجتماعية الوضعية التي يدعو إليها الشيطان وأتباعه، لإبداع مذاهب تناوئ الإسلام سراً وعلانية، تلك المذاهب التي لا تجني البشرية من ورائها إلا الضياع في الحياة الدنيا الزائلة، والعذاب في الحياة الآخرة الباقية، هذا بالإضافة إلى الضياع المشاهد في الخلق والسلوك وحتمية المصير إلى الضلال المبين، الذي أعلن خطته عدو الإنسانية حين قال لربه عز وجل:{أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً} فالشيطان يعد إتباعه ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ووعد الله هو الحق {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .