وآياً كانت المناسبة التي دعت إليها المنظمة العالمية فحسبها ريبة أن معظم أعضائها من حزب الشيطان، فلا عقيدة تردعهم، ولا ضمير يؤنبهم على ما ينشرون من نظريات هدفها أولاً وأخيراً محاربة عقيدة السماء. والأدلة على هذا أكثر من أن تحصى، وحربها للإسلام ومحاولة النيل منه أبرز من أن يشار إليها. ومهما كانت الأتعاب التي خلقتها المنظمة على ذلك العام فهي لن تخرج عن كونها ستاراً في ظاهره الرحمة وداخله العذاب الأليم، فالمسألة تقتضي اليقظة. إذ لابد لكل عامل أن يحسب للزمان حسابه ويقدر للأحداث قدرها، ويتخذ لكل أمر الحيطة الواجبة، حتى لا يغافلنا الحاقدون المضللون، الذين يتقنون الدعاية ويتحينون الفرص للمساس بالدين الخالد {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} . فلا بد أن يهيئ الله لهذه الأمة من يوقظها من سباتها لينصروا دين الله، وذلك في كل مناسبة تستوجب يقظة وجهاداً في سبيل الله مدركين بإيمان مطلق قول الله تعالى:{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}