ونقول في دفع ذلك إن هنالك آفاقا واسعة في أرض الله لكثير من الأيدي العاملة.. واقتحام هذه الميادين واستصلاح الأراضي البور واستغلال القوى الطبيعية التي يسرها الله تعالى لنا، وإنشاء المصانع والمعامل..، كل هذا يعين عل حل تلك المشكلة ويساعد على معالجتها مع العلم بأن تعدد الزوجات في مثل هذه الدول ضئيل جدا بالنسبة لعدد المتزوجين.
نعم. إننا في حاجة ماسة إلى تربية الأمة تربية دينية خلقية، وإلى وضع حد لمآسي السفور والاختلاط فلا سبيل إلى سعادة الأمة إلا بالدين والخلق، ويوم يفهم الناس ما عليهم من واجبات وينهضون بما في عنقهم من تبعات. ويعملون في ضوء الوصايا الدينية والمبادئ الخلقية يومئذ يسمو الفرد، وتهنأ الأسرة، ويسعد المجتمع، وترقي الأمة، ويعيش الناس جميعا عيشة راضية مرضية.
وبعد.. فإن تحريم تعدد الزوجات يؤدي بنا _ على الرغم منا إلى إباحة المخادنة كما هو مشاع في أوربا.
وماذا نصنع مع من مال قلبه إلى فتاة ومالت إليه وتمكن الحب بينهما؟ وما أكثر ما يقع هذا في مجتمعنا اليوم! إما أن نقر التعدد بنظامه المشروع وتبعاته المقررة..
وإما أن نرتضى المخادنة بأساليبها المنكرة، وحقوقها المهدرة.
ولن يوجد عاقل يؤثر الرذيلة على الفضيلة، أو يقدم الشر على الخير.
وحسبنا دليلا على بعد نظر الإسلام ما بلغته أوربا من سوء الحال نتيجة تحريم التعدد حتى ضج عقلاؤهم بالشكوى وطالبوا بإباحته حفظا لكرامة المرأة، وصونا للنسل من الضياع، وقد قرأنا في الصحف أن أهل مدينة بون” عاصمة ألمانيا الغربية” قد طالبوا حكومتهم بإباحة تعدد الزوجات.
وأصروا عل إدخال هذا النص في الدستور ومن قبل قال غستاف لوبون في كتاب روح السياسة:
(إن تعدد الزوجات الشرعي عند الشرقيين (المسلمين) خير من تعدد الزوجات الخبيث المؤدي إلى زيادة اللقطاء عند الغربيين) .