للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمن حيث الفرصة فإن المسلمين فوجئوا بالحرب، ولم يكونوا على استعداد لها، وقد يعدوا من مصادر تموينهم فليست هناك فرصة للتسلح والاستعداد للمعركة، في حين أن المشركين خرجوا متهيئين للقتال متسلحين بكل ما يحتاج إليه المحارب، حتى كانوا يقولون: "أيظن محمد أن نكون كعير ابن الحضرمي؟ " [١٣] .

ومن حيث العدد فإن جيش المسلمين كان أربعة عشر وثلاثمائة مقاتل، في حين كان جيش المشركين يتراوح عدده بين التسعمائة والألف.

وأما المعتاد فلم يكن لدى المسلمين سوى سبعين بعيراً يتعاقبونها، وفرسين فقد، ومن السلاح ما يحمله الرجل الذي لم تخطر بباله الحرب، ولذا كانت وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهم ألا يحملوا على العدو حتى يأمرهم, وقال: "إن اكتنفوكم فانضحوهم عنكم بالنبل"، [١٤] كأنه يريد بذلك ألا يسرف المسلمون في استعمال السلاح، وليس معهم ما يكفي ذلك.

وأما المشركون فكان معهم سبعمائة بعير، ومائة فرس, هذا عدا ما كانوا يذبحون منه يوماً عشراً ويوماً تسعاً، وكان معهم عدة الحرب كاملة حيث كانوا قد استعدوا لها، [١٥] ولقد وصفهم القرآن الكريم فقال: {خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ} [١٦] لأنهم كانوا فخورين بعددهم مختالين بقوتهم.

مهارة القيادة الإسلامية ومرونتها:

أثبتت القيادة الإسلامية مهارة فائقة في رفع الروح المعنوية للمقاتلين حيث وعدتهم بالنصر، وبشرتهم بالجنة، وأخبرتهم بشهود الملائكة المعركة ليؤازروهم ويهزموا أعداءهم، فكان - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم: "والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة" [١٧] .