إن خلائقه الغراء رفيعة، والمحاسن المادية لم ترد في وصف الأنبياء والرسل, فقد وصف سيدنا إبراهيم بأنه كان {صِدِّيقاً نَبِيّاً}(مريم:٤١) , وموسى بأنه كان {مُخْلَصاً}(مريم:٥١) , وإسماعيل {صَادِقَ الْوَعْدِ}(مريم:٥٤) , وإدريس {صِدِّيقاً نَبِيّاً}(مريم:٤١) , أما رسولنا صلى الله عليه وسلم فقد اتصف بصفتين تفرد بهما وهما "الرأفة والرحمة"، فكيف لا يمتدح بكل صفة معنوية غراء ما دام ليس في المدح مغالاة وادعاء؟!
إن هذه الآية الكريمة جاءت بعد قوله تعالى:{إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً}(الأحزاب:٥٥) , لعدم تفاوت الأحوال عنده - جل شأنه - فعلمه ثابت غير موقوت بزمن، وكان نداء المؤمنين بالصلاة والتسليم يعطي الدلالة على منتهى التكريم، فالصلاة دعاء بالرحمة, والسلام طلب الأمان بتحية الإسلام.
قالوا: إن بعض الصحابة سأل الرسول - المجمل بالفضائل - بعد نزول هذه الآية:"السلام عليك يا رسول الله عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم, وارحم محمداً وآل محمد كما رحمت وباركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد".
كتبت جريدة الأخبار المصرية في العدد ٨١٤٣، الجمعة ١٧ شعبان سنة١٣٩٨هـ مقالا لأحد كتابها وهذا نصه:
نحن نطلب بأن تكون القدوة هي القدوة عندما تكون مسئولاً عن منصب قيادي في دولة شيوعية تتنكر للأديان وتعمل على هدمها أو - بأقل تقدير - إضعاف شوكتها، فأنت - بإلحادك وطبيعة منصبك - مطالب بأن تلتزم في قطاع عملك بما يعزز هذا (المنهاج) وبما يحفظ لكرسي (الكفر) الذي تجلس عليه أكبر فترة ممكنة من البقاء.