للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو صح في هذا خبر عن سيد البشر لما جاز القول بغيره، ولكن لما لم يصح كان للناس أن يقولوا. والله أعلم بما هو الحق في ذلك.

{القُرْآنُ} القرآن اسم وضع وضع الأعلام على كتاب الله تعالى المنزل على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم, وهل هو اسم جامد كما ذهب إليه الشافعي رحمه الله تعالى؟ أو هو مشتق من قرأ يقرأ قراءة وقرآناً كما ذهب إليه جمهور العلماء والمفسرين؟ وكونه مشتقاً من قرأ إذا جمع يقال: قرأ الماء في الحوض إذا جمعه، ولما كان القارئ للكتاب الكريم يجمع كلماته وتراكيبه عند النطق بها قيل له قارئ, والمقروء قرآن, فهو مصدر بمعنى المفعول, وضع علماً على كتاب الله تعالى ليعرف به بين سائر كتبه تعالى.

{هُدىً} الهدى مصدر هدى يهدي هدىً وهدياً وهداية إذا أرشد إلى طريقة خير، أو سبيل سعادة. وجعل الله تبارك وتعالى القرآن هدى للناس؛ لأنه متى آمنوا به وأخذوا بما فيه من الشرائع والأحكام هداهم إلى سبل السعادة والسلام، ودلّهم على ما فيه صلاحهم وفلاحهم في الدنيا والأخرى، وأرشدهم إلى الخير الذي جبلوا على حبه والرغبة فيه ما استقامت فطرهم وسلمت أرواحهم من الخبث والشر.

{وَالْفُرْقَانِ} هذا اللفظ مصدر فرق يفرق فرقاً وفرقاناً بين الشيئين والأشياء ميز بينها وفصل بعضها عن بعض.

أطلق على القرآن العظيم فصار علماً ثانياً له كالقران، لأنه يفرق بين الحق والباطل, والهدى والضلال, والكفر والإيمان، وبين كل الملتبسات والمتشابهات مما قد تضل فيه العقول ويلتبس عليها، وذلك لما فيه من أنواع الهدايات الإلهية العظيمة التي لا توجد في غيره من الكتب السماوية.