للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{شَهِدَ} شهد هنا هو بمعنى حضر الإعلان عن رؤية هلال رمضان سواء رآه بعينه مشاهداً له أو سمع الأخبار برؤيته، وهو حاضر غير مسافر, وصحيح غير مريض, فليصم على سبيل الوجوب إن كان بالغاً عاقلاً، وإن كانت امرأة اشترط في صومها أن تكون طاهرة من دَمَىِ الحيض والنفاس.

{فَلْيَصُمْهُ} الفاء واقعة في جواب الشرط الذي هو (مَنْ) في قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ} , واللام للأمر الذي هو هنا للوجوب.

و (يَصُمْهُ) بمعنى يمسك عن المفطرات من طعام وشراب وغشيان النساء, والضمير عائد على شهر رمضان الذي تقدم في أول الآية، أي يمسك الشهر كله, فلا يفطر فيه إلا إذا مرض أو سافر, أو حاضت المرأة أو نفست.

{وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً} الواو للعطف أو الاستئناف، ومن كان مريضاً أي ومن قام به مرض, والمرض: هو انحراف الأمزجة المسبب لضعف القوة، وذهاب القدرة على تحمل مشقة التكليف الذي هو الصوم هنا.

{أَوْ عَلَى سَفَر} أو حرف عطف، وعلى حرف جر واستعلاء, والسفر مشتق من سفر إذا ظهر, فمن ظهر من البلد الذي يسكنه بحيث خرج منه وتجاوز دياره ولو حكماً جاز له أن يفطر، ودلّ حرف (على) في الآية على أنه لا بد من السفر الفعلي فلا يكفي مجرد النية أو مباشرة بعض أسباب السفر بل لا بد من التمكن من السفر، وذلك لا يتم حقيقة إلا إذا خرج من البلد وتجاوز دياره، وبذلك يكون فد تمكن المسافر من السفر تمكن الراكب من ظهر دابته, أو ما يركبه، وهذا هو السر في حرف (على) في الآية.

والسفر الذي تذكره الآية السفر الشرعي لا اللغوي فليس لمؤمن أن يظهر خارج قريته ويفطر بحجة أنه مسافر، وإنما يفطر في السفر المباح الهادف إلى خير ديني أو دنيوي يتحقق للمسلم، وأن يكون مسافة تحصل معها المشقة الملائمة للرخصة.