للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتنويه بشأن العلم والعلماء في الكتاب والسنة لا يحصره المتتبع, والسبب في ذلك أن المتصف بالعلم يأتي بعمله متقنا لا خلل فيه؛ لأنه يدخل في العمل وهو يعرف السبيل التي يجب سلوكها للوصول إلى المطلوب, والطرق التي يجب اجتنابها ليأمن الخطأ المحظور.

وإليك أيها القارئ الكريم مثالا محسوسا لأهمية العلم, وفائدته, وخطورة الجهل, ومضرته, يدلك هذا المثال على غيره من الأمثلة محسوسة كانت أو معقولة:

دخل شخصان ماءاً يظنان أنه قريب القعر ليغتسلا فيه فوجداه عميقا لا يجوزه إلا من يجيد السباحة, وكان أحدهما سبَّاحاً, والآخر لا يعرف عن السباحة شيئا, فلما غمرهما الماء أخذ المتعلم يسبح حتى نجا من الغرق, وأخذ الآخر يصعد ويهبط, حتى لفظ أنفاسه وهو ينظر إلى شاطئ الماء فما الفرق بين الرجلين؟

إنه العلم نجا به الأول, وهلك بعدمه الثاني.

أهمية القوة:

وأهمية القوة واضحة؛ لأنّ القوي يقدر على فعل مراده بدون عجز ولا تقصير, بخلاف الضعيف العاجز, ولهذا كانت درجة القوي هي السابقة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كل خير} .

وإذا كان المسؤول عن أمر ما قادراً على تنفيد مراده, ولاينفذه وهو يعلم أن في تنفيده ذلك مصلحة خالصة, أو راجحة في نفس الأمر, فقد أنزل نفسه - مختارا - منزلا غير لائق بها, وذلك من العيب الذي لا يرضاه العقلاء لأنفسهم قال الشاعر:

ولم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام

وتأمّل كيف يتمنى أحد أنبياء الله أن يكون قادرا الانتصار لدعوته حيث يقول: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} .

أهمية الأمانة: