للأمانة أهميتها العظمى؛ لأن فاقدها لا يؤتمن على أي حق من الحقوق سواء كان من حقوق الله أو من حقوق عباده, وما من حق يمكن تأديته إلى مستحقه كما ينبغي إلا بالأمانة.
فتوحيد الله في عبادته وربوبيته وأسمائه وصفاته أمانة من قام به كما يريد الله منه فقد أدى الأمانة, ومن أخلّ به بأن أشرك بالله في ألوهيته أو ربوبيته أو ألحد في أسمائه وصفاته بأي نوع من أنواع الإلحاد فقد خان الأمانة.
وأوامر الله كلها أمانة, من قام بها كما طلب الله منه فقد أدى الأمانة, ومن أخل بها أو ببعضها وهو قادر على عدم الإخلال فقد خان الأمانة, وما نهى الله عنه من المحرمات أمانة, من ترك ذلك فقد أدى الأمانة, ومن ارتكب شيئا من ذلك فقد خان الأمانة.
والقضاء بين الناس بالعدل أمانة, من حكم بالعدل على القريب والبعيد فقد أدى الأمانة, ومن جار في حكمه لأي سبب من الأسباب فقد خان الأمانة.
والإمارة أمانة من قام بحقوقها دون ميل وحيف فقد أدى الأمانة, ومن داهن في إمارته فقد خان الأمانة.
والقيادة العسكرية الحربية أمانة, من أعطاها حقها دون غش لجنده وإمامه وأهل بلده على ما يرضي الله فقد أدى الأمانة, ومن غشّ فيها فقد خان الأمانة.
وبالجملة فالأمانة هي التكاليف المطلوبة شرعا من العبد سلبا أو إيجابا, فيدخل في ذلك كل مسئول في أي مسئولية, ومن ذلك الإذاعة والصحافة والإدارات على اختلاف أنواعها.
من أجل ذلك كان لهذه الصفة حظها العظيم في نصوص الوحيين وغيرهما من الكتب السابقة وإليك بعضا من ذلك: