للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومارتن لوثر يذكر يقظة القوم وتناجيهم بصوالحهم الخاصة، ويبرز بعض مبادئهم وأفكارهم التي يتواصون بها باغين فيقول:

"وهم يتهامسون في مجالسهم الخاصة لترسيخ إيمانهم بأنفسهم وكراهيتهم العميقة لنا":

"استمروا في تنفيذ خططنا، وسترون أن الله لن يتخلى عن شعبه المنبوذ المضطهد، إننا لا نبذل جهداً ولا نعمل، بل نحن استمرأنا البطالة والكسل، فمن ليس يهودياً هو الذي يجب أن يعمل ويعرق من أجلنا، ونحن من تجب أن تجنى ثمار كده وأرباح تعبه وعرقه كي نصبح تدريجياً أسياد العالم، وتتحول شعوب الأرض بدورها إلى عبيد لنا وخدَّام.. امضوا في ثبات - هكذا يقول اليهود - يا أبناء إسرائيل الأعزاء، في السير على هذا الطريق فاليوم الذي سنكون فيه أفضل مما نحن عليه الآن، آت لا ريب فيه، إن مسيحنا المنتظر سيظهر إذا واصلنا السير على هذا المنوال، فنكون دائماً من الغانمين الرابحين، بربانا الفاحش، وتظفر أيدينا في النهاية بكل أملاك وأموال الوثنيين والملحدين"ويتحدث لوثر بعد أن أورد من تهامس القوم ما أورد.. فيقول:

"لقد لقنهم آباؤهم وحاخاماتهم منذ نعومة الأظفار الكراهية السامة لكل غريب عن ملتهم، لا يدين باليهودية، وما برحوا حتى يومنا هذا يمضون - دون كلل - تلك الكراهية المجسدة في كل فرد منهم، حتى إن الكراهية تغلغلت - كما جاء في الزمور ١٠٩ - في أجسادهم ودمائهم، فسيطرت عليهم، وغلفت عظامهم وأدمغتهم فغدت منهم وفيهم كما هي حياتهم وكيانهم، وكما أنه يستحيل عليهم تغيير أجسادهم ودمائهم وعظامهم وأدمغتهم، كذلك يستحيل عليهم أن يتخلوا عن طباعهم المتأصلة فيهم، كالتكبر والغرور والجشع والحسد، لذلك لا مفر لهم من بقائهم على ما هم عليه: طماعون, حاسدون, مرابون, إلى أن تحل الساعة التي يبيدون فيها أنفسهم أو تقع المعجزة" [١٧] .

وينتهي الرجل وهو لوثر مصلح نصراني فيقول: