وكذلك ذكر المفسرون روايات كثيرة كهذه يجيبون بها على الأسئلة التي تثار حول هذه القصة القرآنية المنزلة بالحق من عند الله رب العالمين، لبيان أن الحسد يجر على صاحبه خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ويجر صاحبه على البغي وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
قال صاحب المنار:"ولكن هذه الرواية من الأخبار الإسرائيلية، وقد اختلفت فيها روايات السلف، وبعضها يوافق ما عند اليهود، وبعضها يخالفه، وليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعول عليه"[٢٩] .
ما ترشد إليه القصة من عظات وعبر
١ - الناس جبلوا على التباين والاختلاف وذلك يفضي إلى البغي والحسد وإراقة الدم ظلماً وعدواناً.
٢ – أن الحسد مرتعه وخيم، ويجلب على صاحبه خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
٣ – أن الله لا يتقبل الأعمال إلا من عباده المتقين المخلصين.
٤ – أن خوف الله تعالى يحجز الإنسان عن محارم الله ومقابلة الشر بمثله، ويضبط سلوكه وتصرفاته وفق ما شرع الله.
٥ – حرمة الدماء بغير حق، ووجوب الحفاظ عليها، وعدم الاعتداء على أحد، لأن حياة الإنسان لها حرمتها العظيمة في نظر الإسلام الحنيف.
٦ – وجوب مخالفة النفس الأمارة بالسوء؛ لأنها تزين لصاحبها الشرور، وتغريه بالنكرات, حتى تورده موارد الهلكة والبوار.
٧ – في اشتمال القرآن على هذه القصة دليل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوى الرسالة، فتكون هذه القصة حجة على أهل الكتاب الذي ضلوا على علم وجحدوا عن بينة مصداقاً لقول الله فيهم:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(البقرة:١٤٦) .