للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالنسبة للمطلوب صعوبة الأداء، وإلا فهل يمكن التوفيق بين تأويل ذلك بالمشقة وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج} (الحج: ٧٨) وقوله في سورة القمر مرات {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر: ١٧) , أي للعمل به، وقوله سبحانه لمبلغ هذا الدين - صلوات الله عليه - {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} (الأعلى: ٨) أي الشريعة السهلة، هكذا بحرفيّة ما في أشهر التفاسير.

وحتى يا من أعذرتم وما قصرتم، لن نتركم أعمالكم بعد أن تقضوا ,أو تفدوا سنُسَوِيكُم في الأجر بمن أتموا الشهر صائمين، ونعتبركم مكملين لعدته مثلهم {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} (البقرة: ١٨٥) , فالجملة القرآنية هنا أعطت المثوبة كاملة للحريصين الذين قهرهم العذر، فإكمال العدة إكمال للأجر، وحيث تمت العدة عدداً أو اعتباراً، ووعدتم بمثل الأجر المعد للصائمين، وإنه لأجر كبير، إذاً فجدير بكم أن تكبروا الله شكراً له على هباته {وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (البقرة: ١٨٥) , هداكم لعمل لما أدّيتموه كبّر لكم له به الأجر، كذلك قال العلماء إنه بذلك أصبح من عزم الأمور أن يكثر العبد الصائم من التكبير لعون ربه له على صيام شهره، هكذا صمتم رمضان في الماضي معرفة به وأداء له.

أما صائمو اليوم، فرمضان عندهم موسم البطون، تملأ فتتخم فتمرض، وموسم السهرات في (السينمات) ، وأمام (التلفزيونات) , والجلوس على المقاهي للتلهي بلعب الورق (والدمنة) وما إلى ذلك حتى السحور، وتتحول مباريات لعب الكرة و (التنس) وغير هذا من أنواع الرياضة المختلفة إلى الليل بدل النهار بقرارات حكومية، أما السهر مع صلاة التراويح، أو مع بعض ركعات التهجد، أو مع قراءة القرآن في شهر القرآن، فهذا غير وارد في الأذهان عند صائمي اليوم إلا ما شاء الله.