للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصائمو اليوم عاديون وليسوا عباديين مع قلتهم، يشاركون الكثرة المفطرة في كثير مما يحبط صومهم، ألسنتهم طول النهار عن ذكر الله صامتة، وفي الغيبة والنميمة ونهش العرض صامدة، عيونهم عن النظر في القرآن والتأمل في عظمة هذه الأكوان غضوها، وفي النظر إلى المحرمات وتتبع العورات أطلقوها، خالطوا المفطرين طوال الليل في مجالس لهوهم ونوادي شياطينهم، فالصوم عندهم ساعات محدودة لا تبتلع فيها لقمة ولا تحتسى فيها جرعة، وبعد ذلك انطلاق مع الهوى بغير حدود، بل وعندما يأمرهم حكامهم الذين يحكمونهم بقوانين الكافرين بأن يفطروا - حتى لا يحول الصوم دون القيام بالعمل - كما حدث من حاكم تونس لقومه، أطاعوه مسارعين إلى الإفطار طاعة للمخلوق في معصية الخالق، بل ومن صائمي اليوم من إذا عُزم عليه من صديق السوء بسيجارة قبلها وضيع صومه أو نفسه من أجلها، بل قد يصل الأمر إلى أن يقبل كأس الخمر بعد أن تسحر ونوى وأصبح صائماً، ذلك لأن بلده الإسلامي غارق في نتن مستنقع من الخمر، بل وتنتجها مصانعها وتصدره لدول إسلامية أخرى، إي نعم، ويصوم صائمو اليوم وهم وهُنّ (بالمايوهات) عراة على شواطئ البحار، تتلاصق أثناء ذلك الأجسام فوق وتحت الماء، بل وتراهم في بلادهم الإسلامية صائمين وألسنتهم لا تكف عن سب الله ودينه ورسوله، إي والله، وليسوا بالقلة ولا بالندرة، وإنما هم بالكثرة التي لا يغيب فحشها عن أذنك طويلاً، أما الزواج في شهر رمضان فسرعان ما يتحول من شهر الصوم إلى (شهر العسل٩، وهو إصطلاح مشهور عندهم يبيح للعريس أن يظل في ضيافة الشيطان طول النهار، فلا صوم مع العسل، وغير هذا كثير حيث كان ولا بد من تطوير الصوم بما يتناسب والمدنية والتقدمية، وهم وتاركوا الصوم نهائياً في مرتبة واحدة جهنمية، بل قد يكون صائمو اليوم بالصورة الآنفة عقابهم أشد، لتلاعبهم هكذا بأمر ربهم، أما الفئة التي لا تكاد أن تعرف ممن يصومون على طريقة الماضين من السلف، وهم