للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن القلب ليتقطع، والنفس لتتمزق عندما نشاهد رجال مغرب العروبة والإسلام تهدر دماؤهم وتزهق أرواحهم، وتبدد أموالهم، وكل طاقاتهم إرضاء لأطماع الشيوعية البغيضة، التي تريد أن تقتطع من صحراء العروبة والإسلام قطعة كبيرة كقطعة عدن، من جنوب اليمن فتتخذها مركزاً لإدارة الفتن، وقلعة لتهديد أمننا وإيماننا، ثم القضاء على سلامتنا وإسلامنا.. آه، ثم آه! ! ! ماذا أصابنا، وماذا نزل بديارنا حتى أصبحنا خناجر في أيدي أعداء ديننا، وخصوم عقيدتنا يقتلوننا بها، وهم جالسون على أرائكهم آمنون في ديارهم ...

آه، ثم آه.. إن القلب ليذوب كمداً، وإن النفس لتذهب حسرات عندما نشاهد ونرى إخواننا من فلسطيننا ولبناننا يقتلون ويذبحون في مجزرة رهيبة دامت قرابة نصف عقد من السنين يستصرخون فلا يصرخون، ويستغيثون فلا يغاثون حيث عجزت جيوش قرابة عشرين دولة عربية إسلامية عن إنقاذهم، وإطفاء نار الفتنة في ديارهم. ووالله لو كان العرب كما يريد الإسلام أن يكونوا لما دامت محنة لبنان ثلاثة أيام، وذلك بتحويل قوة الردع إلى قوة فتح، ولاحتلت لبنان في ثلاثة أيام، ولألقي القبض على كل عناصر الشر بها، وضرب على أيديهم ولو بالقضاء عليهم، وإن غضب اليهود أو تحركوا جعل من لبنان مجزرة ومقبرة لهم، فيها يجزرون، ويقبرون، ولا يبعثون إلى يوم ينشرون.

ولكن العرب قومنا وإخواننا هداهم الله قد أخطأوا الطريق، طريق الإيمان الذي به يأمنون ويعزون، وضلوا السبيل سبيل الإسلام الذي به يسلمون وينتصرون. وهم مع هذا يا للأسف يحسبون أنهم مهتدون. فمن يهديهم من بعد الله! !