للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنه قد أصبح من غير السهل أفهامهم، فضلاً عن إقناعهم بأن ما هم عليه ليس من الهدى في شيء، وأن كل يوم يمضي على اقتناعهم بواقعهم، ورضاهم به يخسر فيه الإسلام والمسلمون بل العالم أجمع كل فرصة للخلاص من هوة الشر والفساد، التي تردى فيها أكثر المسلمين والناس أجمعون، وأنه لا منقذ لهم ولا للعالم كله إلا الإسلام، ولا نجاة لهم ولا لغيرهم من بني الناس من خسران الدنيا والآخرة إلا بالإسلام لله رب العالمين.

٢- في بلاد العجم:

إن بلاد المسلمين العجم هي أوسع مساحة من بلاد العرب، وشعوبها أكثر عدداً من شعوب العرب، قد أصيبت هي التالية بما أصيبت به بلاد العرب وشعوب العرب، فبالأمس البعيد قد خسر الإسلام دار الخلافة وشعبها على أيدي عصابة مارقة من أبنائها. وبالأمس القريب فقد فقدت دولة الإسلام الكبرى باكستان نصفها حيث شطرها العدو المزدوج [٢] إلى شطرين. ومنذ أشهر قليلة قد سقطت أكبر قلعة للإسلام في بلاد العجم وهي أفغانستان بلاد الأبطال والشجعان حيث هدت أركانها على أيدي عصابة مارقة من أبنائها من أبنائها من عملاء الشيوعية صنيعة ولعبة اليهودية العالمية.

ولم يكن كل هذا الذي أصاب ديار العرب والمسلمين إلا نتيجة طبيعية لإعراض العرب والمسلمين عن الإسلام وبعدهم عنه ورضاهم بالحياة خالية منه، بعيدة عن شرائعه وقوانينه التي هي مصادر القوة والخير، وينابيع الرحمة والعدل في الأرض.

والتعليل المنطقي لهذا الذي أصاب المسلمين في ديارهم وعقولهم وعقائدهم هو أن خصوم الإسلام ما فتئوا منذ أن كان الإسلام وهم يكيدون له، ويحاربونه في الظاهر والباطن حتى تمكنوا منه وضربوه حتى كادوا يقضون عليه. وباختصار القول: إن كل ما أصاب الإسلام والمسلمين إنما هو من كيد أعداء الإسلام والمسلمين ومكرهم، وحربهم الباردة والساخنة والمستمرة على الإسلام والمسلمين، إلى كتابة هذه الكلمات وستستمر إلى ما شاء الله تعالى.