ومن عجب أن المسلمين كلهم أو جلهم يعلمون هذه الحقيقة، ويصرحون بها، فيقولون إن أعداء الإسلام هم الذين فرقوا المسلمين، وأضعفوهم وأبعدوهم عن الإسلام مصدر وحدتهم وقوتهم، ثم هم لا يحاولون حتى مجرد محاولة أن يخرجوا من هذه الوضعية السيئة، التي وضعهم فيها خصومهم، وأعداء معتقدهم ووجودهم حتى لكأنهم مسحورون أو شبه مسحورين.
وبالجملة فإن المسلمين من غير العرب كالمسلمين من العرب في كل أوضاعهم، وسائر أحوالهم، لا يختلف بعضهم عن بعض، في كل ما أصابهم، وحل بديارهم من إلحاد وشر، وفسق وظلم وفساد، فالدواء واحد، ولهذا لا يكون الدواء إلا واحداً. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو ما هو الدواء؟.
والجواب: أن الدواء هو الإسلام، والطريق إليه هو ما سنوضحه فيما يلي:
إلى الحاكمين أولاً:
إن الطريق إلى نجاة الحاكمين في بلاد المسلمين وسعادتهم يتمثل في النقاط الأربع التالية:-
- الاعتراف الكامل بأن أكثر ما هم عليه الآن هو خطأ وباطل أي ليس بصواب ولا حق ولا يجوز قبولهما، ولا الإقرار عليهما، وذلك لحكمهم المسلمين في الجملة بدون رضاهم، وبغير شرع ربهم الذي يكفل لهم نجاتهم وسعادتهم.
- الاعتراف التام بأن الاستمرار على هذا الخطأ والباطل سيؤدى حتماً إلا شقائهم، وشقاء من يحبونهم من المسلمين في دنياهم وأخراهم، لأن الاستمرار على الخطأ والباطل لا ينجم عنه إلا تفاقم الشر والفساد، وازدياد الضعف والنقصان في حال المسلمين ديناً ودنيا إلى أن يتعرض المسلمون كلهم للزوال والفناء.