عندما ينحرف أو يتخلى عن الإسلام أهله فإنّ الله تعالى يهيئ من أعدائه أناسا ليدافعوا عنه سواء شعروا أم لم يشعروا, وهذا سر من أسرار بقائه وديمومته, كما هيأ الدكتور بطرس للرد على افتراء وجهل الشيخ.. والأدلة على هذا كثيرة قال الله عز وجل:{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الأنعام ١٢٩. وقال في تأييده للرسول صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة:{إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} التوبة:٤٠
٦- الإدارة العامة والسياسة:
وبما أنّ الإدارة العامة تعد تارة فرعا مهما من فروع العلوم السياسية [١١] , وتارة تعد السياسة فرعا منها, وتارة تعتبر الإدارة العامة علما وفنا مستقلا قائما بذاته [١٢] , وإن كان هذا العلم لشديد الصلة مع غيره من العلوم, وهذا هو ما سنقوم بتبيانه وشرحه وتوضيحه لمن يجهل بالإسلام العظيم من تلاميذ المستشرقين الحاقدين, وغيرهم ممن يخبط فيه خبط عشواء لم تصب. والمسلمون اليوم أحوج ما يكونون إلى معرفة حقائق الإسلام العظيم في جميع المجالات, وبالأخص في هذا الزمان بالذات الذي تكالب الأعداء عليهم من جميع الجهات وتزيّن لهم الأنظمة البشرية الفاسدة بدعايتها المسمومة, وليعلموا أن لا ملجأ لهم ولا عاصم من غارات الأعداء الهمجية الوحشية إلا الإسلام العظيم, وأنه لا يحقق لهم العدالة والحرية والمساواة في بلادهم إلا الإسلام بكليته وتمامه, لذا فمن أوجب الواجبات عليّ أن أبيّن ما خفي على المسلمين من التعريف بالإسلام العظيم عامة, والإدارة العامة فيه خاصة, وكيف تناولها بأسلوبه السلس الرصين, وتشكيلاته وتنظيماته السليمة الرشيدة, لا كما عرفته البيروقراطية [١٣] الضالة العاجزة التي تعج وتعصف بمشكلاتها المستعصية دون حل إلا اللهم الظلم والاستبداد, والرجوع بالإنسان إلى الوحشية وسيادة الغاب في التعامل الوظيفي, وهذا هو الفساد والدمار.