وهؤلاء يموهون على الناس أنهم من أهل التحقيق العلمي الدقيق وفي الحقيقة أنهم من أهل التزوير والتلفيق فغاية ما عندهم من التحقيق أن يعمد أحدهم إلى بعض روايات الرافضة يصوغها بصورة بشعة ويزيد فيها وينقص حسب ما يخدم غرضه الخبيث ثم في الأخير يقول لك مثلاً: انظر ابن جرير الطبري أو ابن الأثير. هذا وقد اغتر بتمويههم وتزويرهم كثير من الكتاب وأساتذة التاريخ في هذا العصر. وفي الحقيقة إنه لمن الخيانة لهذا الدين أن يؤخذ تاريخه من أعدائه من اليهود والصليبيين وهم ما يسمون بالمستشرقين.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بتلك الجهود التي قام بها كثير من علماء الإسلام الأعلام من تصد لتلك المرويات في هذا الباب سواء كان بكتابة التاريخ كتابة تعتمد على الروايات الموثوق بها مع الاحترام والتقدير والاعتراف بالفضل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أو على سبيل مؤلف خاص بتلك الروايات.
أولفته نظر عابرة في طيات مؤلف في موضوع ما..ومثل هذا كثير جداً منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط وهو الكثير الغالب ومثال النوع الأول من التأليف مما هو مطبوع كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله ذلكم الرجل الذي تصدى للرفض بتحقيقه العلمي الدقيق ونقد العالم المطلع البصير. بالإضافة إلى إبرازه من مناقب وفضائل الصحابة رغم أنوف أهل الرفض ومثال النوع الثاني كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي ومثال النوع الثالث ما هو متناثر في كتب ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر وغيرهم من العلماء تلك الجهود على اختلاف أنواعها مهمة جبارة متكاملة. قام بها علماء الإسلام سلفاً وخلفاً وخير قيام.