للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدل على ذلك ما ذكره ابن كثير وغيره أن القعقاع لما أرسله علي إلى طلحة والزبير وعائشة وعرض عليهم الصلح قالوا له:"قد أصبت وأحسنت، فارجع فإن قدم علي وهو على مثل رأيك صلح الأمر. قال: فرجع إلى علي فأخبره فأعجبه ذلك وأشرف القوم على الصلح، كره ذلك من كرهه ورضيه من رضيه وأرسلت عائشة إلى علي تعلمه أنها إنما جاءت للصلح ففرح هؤلاء وهؤلاء ... إلى أن قال: ثم بعث علي إلى طلحة والزبير يقول: إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع بن عمرو فكفوا حتى ننزل فننظر في هذا الأمر فأرسلوا إليه في جواب رسالته: إنا على ما فارقنا القعقاع بن عمرو من الصلح بين الناس. فاطمأنت النفوس وسكنت واجتمع كل فريق بأصحابه من الجيشين فلما أمسوا بعث علي عبد الله بن عباس إليهم وبعثوا إليه طليحة السجاد وبات الناس بخير ليلة, وبات قتلة عثمان بشر ليلة وباتوا يتشاورون وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس فنهضوا من قبل طلوع الفجر وهم قريب من ألفي رجل فانصرف كل فريق إلى قراباتهم فهجموا عليهم بالسيوف فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم وقام الناس من منامهم إلى السلاح. فقالوا: طرقنا أهل الكوفة ليلاً. وبيتونا وغدروا بنا وظنوا أن هذا من ملأ من أصحاب علي فبلغ الأمر علياً فقال: ما للناس فقالوا: بيتنا أهل البصرة. فثار كل فريق إلى سلاحه ولبسوا اللأمة وركبوا الخيول ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر وكان أمر الله قدراً مقدوراً.

صالح بن عبد الله المحيسن


[١] ص (٨٥٧) جـ (١) .
[٢] ص (٦٠) جـ (٧) صحيح البخاري مع فتح الباري.
[٣] جـ ٢ ص (٦٣٢) .
[٤] جـ (٦) ص (٦٣٢) .
[٥] جـ (٦) ص (١٥٠) .
[٦] جـ (٧) ص (٢٣٢) .