فذهب القعقاع إلى البصرة فبدأ بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقال: أي أماه ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت: أي بني الإصلاح بين الناس. فسألها أن تبعث إلى طلحة والزبير ليحضرا عندها فحضرا فقال القعقاع: إني سألت أم المؤمنين ما أقدمها فقالت إنما جئت للإصلاح بين الناس فقالا ونحن كذلك". فأنت ترى أن طلحة والزبير وعائشة قالوا جميعاً ما جئنا إلا للإصلاح ببن الناس وقد صدقوا رضي الله عنهم وكذبت الرافضة يدل على ذلك أنه تم الصلح بعد ذلك كما سيأتي بيانه ومما يدل على ذلك أيضاً ما ذكره ابن كثير عن علي رضي الله عنه لما سأله أبو سلام الدلائي فقال:"هل لهؤلاء القوم حجة فيما طلبوا من هذا الدم (يقصد دم عثمان) إن كانوا أرادوا الله في ذلك.. قال: نعم قال: فهل لك من حجة في تأخيرك ذلك قال: نعم.."وهذا الذي قاله علي رضي الله عنه هو معتنق أهل السنة فيما جرى بين الصحابة فهم يعتقدون أن كلاً منهم مجتهد إن أصاب له أجران وإن أخطأ فله أجر واحد.
الحقيقة الثانية:
إن القوم اصطلحوا واتفقوا على أن يكف كل واحد منهم عن الآخر ولم يخطر ببالهم إلا أن الأمر انتهى وليس هناك قتال فأبي ذلك السابئة قتلة عثمان ودبروا المكيدة فأنشبوا الحرب وحصل ما حصل في موقعة الجمل.