ثم قال بعد ذلك رحمه الله:"والمظنون بالصحابة خلاف ما يتوهم كثير من الرافضة وأغبياء القصاص الذين لا تمييز عندهم بين صحيح الأخبار ووضعيها ومستقيمها وسقيمها.."انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وقد نقل الروايات المذكورة غير واحد من المؤرخين تبعاً لابن جرير في ذلك دون تمحيص كابن الأثير رحمه الله.
روايات الرافضة حول موقعة الجمل
وحينما ننتقل إلى موقعة الجمل نجد الرافضة قد غطوا الجو تغطية كاملة فلا تكاد ترى الحقيقة من التغطية التي أثارتها الرافضة فحينما تنظر إلى بعض كتب التاريخ لا تجد في صفحات هذه الموقعة إلا السب والشتم والقتال والطعن والكلام القبيح وما ادخلوه في هذه الموقعة لا يعد ولا يحصى ويطول الكلام بذكره وتشمئز الفطر السليمة من سماعه ولكننا نذكر هنا بعض الحقائق التاريخية التي نطق بها التاريخ بالروايات الصحيحة رغم أنوف الرافضة والتي يأبى كتاب التاريخ المتفرنجون أن يذكروها فنقول:
الحقيقة الأولى:
ذكرت الروايات الصحيحة ما يدل دلالة واضحة أن طلحة والزبير ومن معهما إنما خرجوا لطلب الإصلاح وقطع دابر المفسدين الذين قتلوا عثمان ولم يخرجوا لطلب ملك أو لغرض من أغراض الدنيا بل لم يكن مقصودهم قتال علي ولا من معه من المسلمين ويدل على ذلك ما ذكره ابن كثير وغيره [٦] .
"إن علياً رضي الله عنه بعث القعقاع رسولاً إلى طلحة والزبير يدعوهما إلى الألفة والجماعة ويعظم عليهما الفرقة والاختلاف.