للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا رفث: الرفث: الجماع، ومقدماته من النظر بشهوة، واللمس باليد أو المباشرة بالجسد والكلمة المريبة الدالة على الجماع، الداعية إليه المفكرة فيه.

ونفيه في هذا اللفظ القرآني {فَلا رَفَث} . منعه منعاً كلياً بحيث لا يوجد شيء منه ألبتة حتى ينهى عنه من يفعله، وهذا التوجيه للآية خير من توجيه من قال إذن النفي هنا بمعنى النهى غير أنه أبلغ منه، فيكون اللفظ خبراً ومعناه الإنشاء.

ولا فسوق: الفسوق: مصدر فسق المرء يفسق فسقاً وفسوقاً إذا خرج عن طريق الحق والصواب. والمراد به هنا: الخروج عن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بترك ما أمرا به من مناسك الحج وغيرها من سائر فرائض الدين وواجباته، وبفعل ما نهيا عنه وحظرا فعله من محظورات الحج وغيرها من كل ما حرم الله ورسوله من المعتقدات والأقوال والأفعال.

فلا ينبغي أن يوجد شيء من الفسوق في الحج، لأنه يفسده ويذهب أجره ويحرم فاعله مغفرة ذنبه ورضا ربه.

ولا جدال: الجدال: مصدر جادل يجادل جدالاً ومجادلة إذا مارى في شيء، أو خاصم فيه غيره، ليقطعه عن حقه ويثنيه عن مراده.

الجدال هنا اللجج في الخصومة والمبالغة في المماراة مما يؤدي إلى قول باطل أو فعل حرام كسب أو شتم أو انتقاص، أو إهدار حق، أو إثبات باطل.

والجدال الذي يريد به صاحبه إبطال حق، أو إحقاق باطل هو حرام على كل حال وفي أي زمان أو مكان، والجدال الذي يريد به صاحبه العكس وهو إحقاق الحق، وإبطال الباطل هو واجب على كل حال غير أنه بالنسبة للمتلبس بعبادة الحج لا يجب عليه ولا يطالب به، لأن في العبادة المتلبس بها شغلاً يمنعه من القيام بواجب إحقاق الحج أو إبطال الباطل شأنه شأن من هو في الصلاة. ولما عرف بالمشاهدة أن الجدال في أي شيء يجر إلى الخروج عن الأدب ويؤدي إلى السباب والمشاتمة وهما محرمان لا سيما في الحج.

وما تفعلوا من خير يعلمه الله: