تم تعليق بعد ذلك بالرضا أو بعدمه على ما قيل وسمع، ولا يستقر شيء في القلب، ولا تتحول الأحاديث إلى العمل تطبيقاً لما سمع، ألا فلنرح أنفسنا من الآن ولنسكت، وكل يعمل على شاكلته، ثم بعد ذلك ربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً، إلا أن الجامعة الإسلامية التي ما قام بناؤها الشامخ الآن إلا على أساس التعريف بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، داخل الدولة وخارجها وما أظنني أبداً أتملق أو أرائي أحداً معاذ الله، فما بقي لي شيء بعد سني هذا أرائي من أجله، وإنما الذي بقي لي في هذه الدنيا هو أن أقول كلمة الحق لأهلها، وكلمة الباطل لأهلها أيضاً ما استطعت إذاً فالجامعة تقوم في كل مجال ترى فيه مناسبة بتبليغ كلام الله إلى الناس حيثما عن لها ذلك وأمكن، وكان موسم الحج في مخيمها على هذه الصورة التي ترونها، كتاب الله يتلى ويفسر ويبين، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تروى وتشرح وتوضح، ما يتصل منها بالحج أو بغيره فدين الله شامل لكل شيء، والحج جمع جامع يمكن أن يقال فيه أياً مما قال الله وما قال رسوله، فلا تجلسوا هنا على أساس أن تعرفوا فقط ما هو الطواف، وما هو السعي وما هو الوقوف وما هو الرمي، لا إن هذا الموسم يمكن أن يكون موسم الإسلام كله، ويجب أن يحاط يقدر الإمكان بما في دين الله قولاً وتوضيحاً في أشهر الحج المعدودات، وعلى هذا فقد أردت أن أزيد على ما تعوده الناس في موسم الحج، مما كادوا أن يملوه من الإقتصار على الحديث عن الحج وما يتصل به وكأنه لا يعيش الإنسان في الحج إلا مع هذه الكلمات أو التحركات، ولهذا اخترت أية من كتاب الله، لأفسرها بما يفتح الله به علي، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب ونقرأ الآية المعنية أولاً {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ