للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان موضع الإعجاب والإجلال من المنصفين وبمن اجتمع بهم, ويشهد له كبار علماء عصره بالعلم والفضل والجهاد.

قال المحدث ابن دقيق العيد - حين رآه واجتمع به وقد كان حجة عصره في الحديث - قال: "رأيت رجلا جميع العلوم كلها بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع مما يريد".

وقال الحافظ أبوالحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ هـ: "ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه, وما رأيت أحداً أعلم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أتبع لهما منه".

وقال الحافظ كمال الدين الزملكاني - قاضي قضاة الشافعية المتوفى بالقاهرة سنة ٧٢٧هـ-: "كان ابن تيمية إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لايعرف غير ذلك الفن وحكم أن أحدا لا يعرف مثله, وكان من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا من مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك, ولا يعرف أنه ناظر أحدا فانقطع معه, ولا تكلم في علم من العلوم سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه, وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين, وقد ألان الله له العلوم كما ألان لداود الحديد"إلى أن قال فيه:

وصفاته جلت عن الحصر

ماذا يقول الواصفون له

هو بيننا أعجوبة الدهر

هو حجة الله قاهرة

أنوارها أَرْبَتْ على الفجر [١]

هو آية في الخلق ظاهرة

وقال فيه شيخ النحاة أبوحيان حين اجتمع به:

داع إلى الله فرد ماله وزر

لما أتانا تقي الدين لاح لنا

خير البرية نور دونه القمر

على محياه من سيما الآل صحبوا

بحر تقاذف من أمواجه الدرر

حبر تسربل منه دهرنا جسرا

مقام سيد تيم إذ عصت مضر

قام ابن تيمية في نصر شرعتنا

وأخمد الشر إذ طارت له شرر

وأظهر إذ أثاره درست

أنت الإمام الذي قد كان ينتظر