للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الوقت نفسه تهيب بالدول الإسلامية الأخرى وتدعوها لتحذو حذو جمهورية باكستان الإسلامية؛ فتعلن عن تطبيق الشريعة الإسلامية ثم تتابع الإعلان والتنفيذ والحل؛ لأن الإعلان وحده غير كاف طبعا، ويومئذ نصدق إذا قلنا: "نحن مسلمون"والله الموفق ...

أوهام يحسبونها أعذارا ...

وقد يعتذر بعض الحكام عن تطبيق الشريعة ببعض الأعذار نوجزها فيما يلي:

ا- إن شعوبهم ورعاياهم تتكون من مسلمين وغير مسلمين؛ فيظنون أن هذا الواقع يكون لهم عذرا مانعا عن تطبيق الشريعة؛ لئلا يتضرر أفراد الشعب على حساب الآخرين في زعمهم!!!

‍ وللإجابة على هذا الوهم نقول: إن تطبيق شريعة الإسلام رحمة للمسلمين وغير المسلمين {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} .. {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ..

وذلك أن غير المسلمين ينعمون في ظل أحكام الإسلام كما ينعم المسلمون؛ لأن الإسلام الذي حرم مال المسلم ودمه وعرضه كذلك يحرم أموال غير المسلمين ودماءهم وأعراضهم، ما داموا يعيشون تحت راية الإسلام مسالمين دون أن يكونوا حربا على الإسلام والمسلمين، ولا يكونوا عونا لمن يحاربهم. ويسمى هذا الصنف مستأمنا أو معاهدا أو ذميا..

ومن أحكام دين الإسلام أحكام تخص هؤلاء الناس يهوديين أو نصرانيين.. من ذلكم الوعيد الشديد الذي جاء في حق من يقتل معاهدا أو ذميا بأنه لا يراح رائحة الجنة عبد الله [١] بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد في مسيرة أربعين عاما". رواه البخاري واللفظ له، وللنسائي مثله إلا أنه قال: "من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة".