ومن مثل هذه النصوص الصريحة يتضح جليا أن الإسلام دين الرحمة، وهو عنوان الأمن والاستقرار كما تقدم.. وخير شاهد على ذلك ما ينعم به سكان المملكة العربية السعودية التي اكتفت بالإسلام دينا ودستورا بتوفيق الله؛ ينعم سكان هذه المملكة بنعمة الأمن المنقطع النظير في العالم، مواطنين ووافدين على حد سواء، وهى حقيقة ملموسة لمس اليد، ولا تحتاج إلى ذكر الشواهد، بل كل من عرف ما تعيش فيه شعوب العالم من قلق واضطراب وعدم استقرار للأمن، ثم شاهَد ما يعيش سكان هذا البلد الطيب من الأمن على نفسه وماله وعرضه، وينام ليله ملء أجفانه يؤمن تماما أن سر ذلك هو تطبيق شريعة الإسلام.. {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} ..
٢- يظن بعضهم أن تطبيق شريعة الإسلام يعني حمل الناس على اعتناق الإسلام وتكليفهم بذلك بغير رضاهم.!!
وللإجابة على ذلك نقول أن هذا الوهم منشأه عدم التفقه في الدين وقلة البصيرة.
وإلا فإن الإسلام يعلن بكل صراحة في قرآنه بأنه لا يكره أحدا على الدخول في الإسلام بغير اختياره ودون رضاه؛ إذ يقول القرآن الكريم - وهو كتاب الإسلام الوحيد - {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ} .. فدعوة الإسلام إذاً إنما هي عرض وبيان.. عرض الإسلام على حقيقته كاملا كما نزل.. وبيان لمحاسنه وسماحته وشموله ورحمته؛ ليعرف على حقيقته.. فليس في دعوة الإسلام إكراه للناس حتى يكونوا مسلمين قسرا ودون اختيارهم.