واستمرت محاولات إقصاء الإسلام عن المعركة بتكوين الجامعة العربية (بدلا من الجامعة الإسلامية) ، بفكر وزير الخارجية الإنجليزي، وقبل تمام الكارثة بثلاث سنوات.. وبحمل الجامعة العربية لواء الجهاد من أجل فلسطين ثم تخدير بقية العالم الإسلامي عن النهوض للمعركة..
وزاد إقصاء الإسلام عن المعركة بدخول جيوش سبع دول عربية إلى المعركة.. فما حاجة بقية المسلمين للجهاد وقد تولته جيوش سبعة فيها أبطال ومغاوير..
وحين دخل عنصر إسلامي شعبي إلى معركة فلسطين، وحين صرح إمامهم الشهيد بإعلان التعبئة الدينية للجهاد في فلسطين وعزمه دخولها في عشرة آلاف مقاتل فدائي.. وحين ذاق اليهود بأس أولئك المسلمين بما شهدوا هم به، وبما شهد به قادة الجيش المصري أمام القضاء المصري.. حين كان ذلك تمت طعنة الفدائيين المسلمين من الخلف على يد الحكومة الحاكمة في ذلك الحين؛ فأصدرت قرارا بحل جماعتهم، وقرارا باعتقالهم، وكانت تتمة الخيانة قتل إمامهم في ميدان عام على يد بعض رجال الشرطة السريين..
وفي كلى مرة كان يتم لإسرائيل التوسع؛ في عامي ١٩٦٥، ١٩٦٧ كان يتم إدخال العنصر الإسلامي إلى السجون، ولا يمكن أن يكون هذا الأمر مع تكرره في أعوام ٤٨، ٥٥، ٦٦ من قبيل المصادفات السعيدة..
وتكشفت وثيقة تضمنها حكم قضائي صدر في مصر في ٣٠/٣/١٩٧٥ عما كانت تحمله السلطة الحاكمة وقت التوسع من عداء للإسلام والمسلمين وتخطيط للقضاء عليهم.
٣- إقصاء العب الفلسطيني عن المعركة:
منذ ذاق الإنجليز - ومن بعدهم اليهود - بسالة الشعب الفلسطيني، وتضحيته وتصميمه على الدفاع عن وطنه، وإذ عرفوا أنه صاحب المصلحة الأول في الدفاع عن التراب الإسلامي في القدس وفلسطين.. ومنذ ظهر منه أمثال الشهيد (عبد القادر الحسيني) قائد منطقة القدس، والشهيد (حسن سلامه) قائد المنطقة الوسطى؛ فقد قرروا إقصاءه عن المعركة..