وكانت قمة التخطيط والتنفيذ إدخال سبعة جيوش عربية إلى فلسطين؛ لتخوض المعركة مع اليهود "بالنيابة"عن الشعب الفلسطيني..
وسبقها وعاصرها حرمان الشعب الفلسطيني من التدريب، ومن التسليح، وتشكيك الجيوش العربية في أمانة الشعب الفلسطيني، واتهامه بالعمل لحساب العدو اليهودي.
وكنت أعجب كيف لجيش عربي يقوده إنجليزي صريح أن يخوض حرباً لصالح المسلمين وضد اليهود الذين ضمن لهم الإنجليز بالوعد والتخطيط والتنفيذ قيام وطن في فلسطين؟.. وكنت أعجب لجيش آخر.. بل جيوش أخرى في بلاد يحتلها الإنجليز.. كيف سمحوا لها بالمرور إلى فلسطين..
حتى أدركت أن المطلوب هو إقصاء الشعب الفلسطيني عن المعركة.. وفعلا نجحت الخطة..
وأقصى الشعب الفلسطيني عن المعركة.. وسلمت أراضي فلسطين جزءا جزءاً.. من الجيوش العربية الباسلة إلى إسرائيل المزعومة، وبعد أن انتهت حرب فلسطين سنة ١٩٤٨ كان الشعب الفلسطيني قد تم إقصاؤه حربيا عن المعركة..
وتمّ بعد ذلك إقصاؤه سياسيا عنها..؛ فتحولت القضية أمام الأمم المتحدة إلي نزاع بين دول ذات سيادة.. عربية وإسرائلية.. [٧] .
وحين بدت بادرة ظهور العنصر الفلسطيني سنة ١٩٦٧.. تم حشد القادرين منهم فيما سمي بجيش التحرير الفلسطيني؛ ليتم التهامهم في أول ضربة لليهود في يونيه سنة ١٩٦٧، وقامت جيوش أخرى بالواجب في القضاء على العنصر الفلسطيني الثائر..
بعضها في مذبحة "أيلول الأسود"التي قتل فيها اثنان وعشرون ألفا على يد جيش عربي..
والبعض الآخر في مذابح تل الزعتر وما قبلها وما بعدها.. وتدخل جيش عربي ليتم النصر ويتوِّجه ويحميه..
ثانيا: الحاضر الأليم في فلسطين:
من الناحية السياسية:
أ- الدولة شعب وإقليم وسيادة:
والشعب الفلسطيني اليوم.. موزّع بين الأقطار، ممزق بين المنظمات والأحزاب.. مما سنزيده تفصيلا عند الكلام عن الناحية الاجتماعية إن شاء الله..