وإقليم فلسطين اليوم.. غير موجود على الخريطة السياسية، وموجود بدلا منه دولة إسرائيل، وهي لم تكتف بأراضي فلسطين.. بل ابتلعت في توسع سنة ١٩٦٧ الجولان من سوريا، والضفة الغربية من الأردن، وشبه جزيرة سيناء من مصر.. والأراضي التي ابتلعتها في التوسع الأخير أضعاف ما امتلكت من قبل بغير حق..
ولا سيادة لشعب فلسطين على أرض فلسطين.. بل ولا سيادة له في مكان آخر.. والمنظمة التي نشأت في أواخر الستينات.. نشأت إلى جوارها تيارات أخرى.. بل مزقتها من الداخل تيارات مختلفة.. وأشارت أصابع الاتهام إليها في مذبحة أيلول وما لحقها من مذابح.. أنها مهدت، وأحيانا شاركت.. وهى على أي حال قد احتوتها التيارات التي احتوت كثيرا من الأنظمة ومن المنظمات في المنطقة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العد العظيم..
ب- الشرعية للغصب الإسرائيلي تتم باعتراف أصحاب الحق نفسه:
حرصت إسرائيل منذ قيامها - بل ومن قبل قيامها - أن تستر غصبها بشرعية رفضها أصحاب الحق يوم أن قالوا:"إن من لا يملك أعطى من لا يستحق"..
لكنها - بكل أسف- اليوم في دور اعتراف أصحاب الحق نفسه.. ومتى تم ذلك انتفى عن إسرائيل كل ما قيل من اغتصاب وسلب لأرض الإسلام.. ومن هنا كانت الخطورة..
وقد سبق هذه الخطوة تمهيد على النحو التالي:
١- تمهيد إعلامي: بأن إسرائيل أمر واقع، وأن لا قبل للعرب بدفعها عن فلسطين..
٢- تمهيد حربي: بإحراز بطولة - ولو جزئية - في جانب العرب؛ ليبدو قبول "السلام"من موقع القوة؛ شلا يرفضه الشعب العربي باعتباره استسلاما..
٣- تمهيد اقتصادي: بإحداث خنق اقتصادي للشعب العربي في المنطقة، خصوصا الجزء الذي يتصدر للمعركة... حتى يلوح "السلام"إنقاذا للشعب مما يعانيه..