وأنها في كل جولة تكسب الجديد، فتنقلب مطالبة العرب بالجديد وتنسى القديم، وهو ما نراه من مطالبة العرب بالجلاء عن الأراضي التي احتلت سنة ١٩٦٧.. وكأن الاحتلال الذي تمّ قبل سنة ١٩٦٧ قد صار شرعيا وحقا مقررا لليهود..
وفي الجولة القادمة - إن بقيت الأوضاع على ما هي عليه - تكون أراضى ١٩٦٧ أمرا شرعيا وحقا مقررا لليهود، وتكون المطالبة بالأراضي التي احتلت بعد ذلك..
والمجتمع الدولي - بتأثير الصهيونية والصليبية العالمية - يضفي الشرعية ويحرسها في كل توسع صهيوني..؛ فالمجتمع الدولي- بالتأثير السابق- هو الذي قسم أرض فلسطين سنة ١٩٤٧ بين اليهود والعرب.. وكانت من قبل خالصة للعرب وحدهم، ولم يكن لليهود فيها أدنى نصيب.. والمجتمع الدولي هو الذي عاد بعد ذلك يصدر القرار ٢٤٢ والقرار المعدل؛ ليعترف بفلسطين كلها لليهود وليطالبهم فقط بالجلاء عن الأراضي العربية الأخرى التي احتلتها إسرائيل علاوة على فلسطين سنة١٩٦٧، وغدا تحتل إسرائيل أراض أخرى فيكون قرار المجتمع الدولي الاعتراف بالأراضي القديمة والمطالبة بالجلاء عن الجديد.
ومثل أخير.. إن القدس المسلمة قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين فيها.. تعلن أنها عاصمتها وأنها لا تتنازل عنها، وتعلن أمريكا تأييدها لها في ذلك.. وهكذا ...
ب- المستقبل للصهيونية:
المستقبل للصهيونية إن بقيت الأوضاع على ما هي عليه؛ فالسنن الكونية تعمل في جانب من يعمل، ولا تعمل في جانب من يتقاعد أو يتكاسل أو يتجابن..
وواضح أن الصهيونية تعمل.. مخططة.. ثم منفذة..
وأن العرب والمسلمين.. يتصايحون.. ويكتفون بالصياح.. ويتسابّون فيما بينهم ويتقاتلون كذلك فيما بينهم؛ أشداء على المؤمنين رحماء باليهود، أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين..
والصهيونية.. كما يبين من مخططاتها.. لا تكتفي بفلسطين..