ومن لم يدرك هذه الأقسام فليس بفقيه ويكثر تخبطه ويلبس عليه الأمر دائماً، وقد يخرج من الإسلام من هو صحيح الإسلام، وقد يدخل في الإسلام من هو بعيد عن الإسلام.
فتأمل المقام فإنه مهم جداً.
ومن أنواع الشرك الأصغر القَسم بغير الله، وقول الرجل للرجل: ما شاء الله وشئت، ولولاك حصل كذا، وهذا النوع لا يخرج مرتكبه من الإسلام إلا أنه إثم كبير يؤدي إلى الشرك الأكبر.
وقد ينتقل بعض أفراد هذه النوع من الشرك الأصغر إلى دائرة الشرك الأكبر بأمور خارجة تطرأ أحيانا وتصاحب القول، كأن يصل تعظيم المحلوف به في قلب الحالف والخوف إلى حد تعظيم الموحد ربه وخالقه أو أعظم من ذلك، وفي هذه الحالة ينتقل القسم بغير الله من الشرك الأصغر إلى الشرك الأكبر؛ لأن من بلغ إلى هذه الحالة فقد خرب قلبه، وحقيقة الكفر هو خراب القلب، ويفقد تقدير الله حق قدره وتعظيمه والخوف منه، ويحل محل تعظيم الله تعظيم مخلوق؛ فنسأله تعالى العفو والعافية.
وهذا الباب باب خطير جداً، ومع خطورته قد أهمل الاهتمام به كثير من طلاب العلم والعلماء الرسميين، وعدم تحقيق هذا الباب هو الذي أوقع الدكتور الشلبي في هذا الخطأ الفادح؛ عفا الله عنا وعنه!
فها أنا ذا أسوق هنا بعض النصوص الدالة علما أن (القسم بغير الله شرك) .
١- عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:"إن الله تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفاً فلحلف بالله أو ليصمت"، رواه مالك والبخاري وأصحاب السنن، وفي رواية لابن ماجه من حديث بريدة قال: سمع النبي صلى الله عليه سلم رجلا يحلف بأبيه فقال: "لا تحلفوا بآبائكم! من حلف له بالله فليصدق، من حلف بالله فليرض، ومن لم يرض بالله فليس من الله".