أما يكفيك ما ترى من المغنين والمغنيات حتى تريد أن تنشيء عليه الأجيال القادمة؟ وما الذي أعجبك في سلوكهم؟ وقد امتازوا بالخنوثة والميوعة حتى اختلط المخنثون منهم بالإناث.
عجيب أمرك يا أستاذ! فبدل أن تدعو إلى الإكثار من مدارس القرآن وتدريب النشء على الأخلاق الحميدة وخالص الرجولة؛ تدعو إلى اللهو والغناء وما لا خير فيه، وتخالف الأئمة الأعلام وجهابذة العلماء؛ فهم يقولون حرام وأنت تراه أحل الحلال؛ فمن أين جاءك هذا العلم!؟.. أمن حديث الهجرة الذي أنشد فيه بنات النجار وغيره من الأدلة التي أوردتها؟.. أم اتبعت فيه أقوالا لا يعتد بها وهى شاذة مردودة؛ لوضوح اتباع أهلها أهواءهم، وعدم تحكيم عقولهم فيما اقترفوه وفتحوا على المسلمين فجوة لا ترقع ما وجد أدعياء العلم والمتطفلون عليه.
وإني لأحسبك لا تعر ف هذا ولا ذاك..
ولكنها حكمة الله فيما يحوط به هذا الدين؛ فكلما خبت فتنة ظهرت أخرى ليتحفز لها المؤمنون؛ فيكونوا أقوى مما كانوا عليه.
وما مثل ما كتبته وإياهم إلا كالمصل يعطى للمريض فتتكون عنده قدرة الدفاع عن المرض.
ولكنها لأعجب من استدلالك بحديث بنات النجار وإنشادهن على إباحة الغناء والتصفيق والضرب على الأوتار، ولم تر ما قاله العلماء فيه، وأجزم أنك لم تقف عليه، وأين كل ذلك من الحديث؟..
ألا ترى أنهن لم يصحبن عودا ولا مزمارا، ولم يرددن ما تنبو له الأسماع من كلام ضليع يتردد على ألسنة المغنيين والمغنيات بتلحين وتطريب وتمطيط وتكسير، وتشويق وتهييج، وهل يلزم من إباحة الضرب بالدف إباحة غيره من الآلات؟.. وقل مثل ذلك - يا أستاذ - في حديث عائشة الذي لم تكمل نصه وفيه: