للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧- أما أن آدم عليه السلام مال إلى نصيحة إبليس حين دلّه على شجرة الخلد؛ فليس ببعيد أن يكون عالما - بفطرته أو بوحي من الله تعالى - أنه ليس بخالد؛ فطمع فيه لما رأى من النعيم الذي لا ترغب النفس في مفارقته، فلما وجد ذلك في نفسه غرّه إبليس بما أطمعه فيه من الخلود؛ فميله إليه منبعث من ذات نفسه لا من علمه أنه في غير دار الخلود كما زعمتم.

٨- وأما استدلالكم بنوم آدم فيها والجنة لا ينال أهلها فهذا - إن ثبت النقل بنو آدم - فإنما النوم ينفى عن أهلها يوم دخول الخلود حيث لا يموتون وأما قبل ذلك فلا.

٩- وأما استدلالكم بأن الله سبحانه أعلم آدم عليه السلام مقدار أجله، وما ذكرتم من الحديث وتقرير الدلالة منه؛ فجوابه أن إعلامه بذلك لا ينافي إدخاله جنة الخلد وإسكانه فيها مدة.

والله تعالى أعلم وفي تدبيره أحكم..

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده الذي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه.

رواه البخاري.