ج: الإسرائيليون يحاولون دائماً أن يرفعوا معنويات المستوطنين الصهاينة، لكن القصة ليست قصة أنبوب بترول انقطع ومن ثم يتم تعويضه من جهة أخرى.. فالذي جرى في إيران في تصوري هو بداية النهاية للوجود الإسرائيلي، وهو تصحيح لوضع شاذ باعتبار أن هذه الأحداث هي دخول للإسلام في محاربة اليهود، واليهود يريدون أن يؤسسوا دولة دينية، في حين أنهم يطلبون منا أن تكون دولة علمانية.. لأننا حين نطرح فكرة الدولة العلمانية لن تكون هناك أية بواعث تشجع المسلمين على تحرير القدس؛ فالقدس في ظل الدولة العلمانية لا تعني أكثر من (متحف) ، ولكن مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تتحرك نحو القدس باعتبارها البلد الذي أسرى إليه برسول الله صلى الله عليه وسلم، والقدس التي بارك الله حولها؛ فإذا فقدت هذه المعاني فإن دوافع المسلمين لتحرير القدس ستظل معدومة، وهذا ما يريده اليهود وما يريده الإعلام الصهيوني والغربي والأمريكي، وجاءت الثورة الإيرانية فوضعت الأمر في نصابه الصحيح، وهو الأمر الذي ننادي به نحن أبناء الخط الإسلامي في الحركة الفلسطينية باستمرار، وهو أن الأمور لن توضع في نصابها الصحيح إلا عندما تطرح القضية بوضوح على أنها صراع ضد صليبية، وهذا هو ما يخشاه اليهود.
ذعر يهودي من المصاحف:
وأنا أذكر أنه في سنة من السنوات أهدتنا رابطة العالم الإسلامي خمسة آلاف مصحف وزعناها على المقاتلين، واستشهد اثنان منهم في إحدى العمليات ووجد اليهود في جيوبهم المصحف؛ فقامت قيامة القيادة الإسرائيلية لتجد تعليلا لظاهرة وجود المصاحف مع المقاتلين، ومن هنا يأتي تحديد الثورة الإيرانية بأنها ثورة إسلامية محددة المعالم قائم على عمود أساسي هو الجهاد.. وهذا هو المكسب الحقيقي.