وبعبارة أخرى نقول: إن الفرد في زماننا لا يخاف مساماة الله في جبروته.. ويظن هذا الفرد بأنه قادر على أن يأتي - في شأن الأمور الإنسانية - بأوضاع وبأحكام أصلح مما جاءت به الشريعة.. ومن ثم كان تحديد الملكية بقانون، وتشويه أحكام الشريعة بقانون، وتحريم ملكية أداة الإنتاج بقانون.. إلى آخر ما نعيش في ظله الكثيف الغريب عن الإسلام..
وأكبر خطر حل في بلادنا.. هو خبرة الخبراء؛ فهؤلاء يقولون: إن القانون الوضعي هو الشريعة.. وإننا أحرص على الشريعة منكم يا تلامذة المدارس القديمة..
وما كان قولهم هذا إلا بقصد المحافظة على رزق خبيث كفله خصوم الإسلام لإشباعهم ... قال المستشرق الإنجليزي (جب) في بعض مؤلفاته: لقد يئسنا من تنحية القرآن من حياة المسلمين ... مع أننا نجحنا في إثارة الشك حول السنة، ونجحنا في إحلال القانون الوضعي محل الشريعة.. ولكن بقي القرآن.. وإن أملنا في تنحيته بدوره.. معلق بجهود تلامذتنا؛ فهم وحدهم القادرون على أن يرفعوا الصوت في مجتمعاتهم الخاصة بهم؛ لكي يخلصوا البشرية من بقية الرسالة التي جاء بها محمد [عليه الصلاة والسلام] ، وأريد بذلك: تنحية القرآن نهائيا عن الإسلام المهذب أو المتمشي مع اتجاهات العصر. ثم يضرب هذا المستشرق مثلا مما تتعلق به أماله.. من التهجم على بعض قصص القرآن الكريم من سيرة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.. ويشيد بشجاعة الكاتب الذي اصطبغ بصيغة الفرنجة، ونقل عنهم بغير وعي.. فأثار آمال الفرنجة وأخصب خيالهم بقرب إزاحة القرآن من الطريق.. طريق المسيرة العامة في العالم كله.. نحو فلسفة باثرة خاسرة، لحمتها وسداها (المادية) .
(مجلة الدعوة القاهرية)
الزمن يعمل بصورة مدهشة لصالح الإسلام:
تتابع الصحف الغربية حديثها عن تحرك الإسلامي في شتى أنحاء العالم، وننقل اليوم ما كتبته صحيفة (لوبوان) الفرنسية بنصه وبدون تغيير في العبارات، تقول الصحيفة.: