هل آن للمسلمين أن يعرفوا أنّ الشيوعية لا تبقي منهم باقية, لا على أرواح, ولا على أعراض, ولا على أموال, ولا على جماعة, ولا على تعليم إذا انتصرت, وأخيراً تمحو الإسلام والعياذ بالله في أقطار الإسلام، وأن يعرفوا أن العاصم لهم من هذا الشر المستطير هو الرجوع إلى دينهم الحنيف والاتحاد والتعاون.
أيها المجاهدون، أيها الطلاب، أيها العلماء، أيها القادة أيقظوا قومكم من غفلاتهم، ودقوا أجراس الانتباه فوق رؤوس نيامهم, وأفهموهم أن الخطر يحدق بهم، وأن الإسلام يناديهم من أعلى منابره، ومن الحرمين الشريفين، ومن حرم أولى القبلتين أن يدفعوا عنه هذا الخطر ويردوا البغاة على أعقابهم.
تلك هي كلمتكم الآن قبل كل كلام تريدونه؛ لأن العدو ليس على الأبواب، وإنما هو في داخل الأرجاء جاثم على الصدور.
أنقذوا الشباب من فتنته وجهالته وغرامه بتقليد الأجنبي.
علّموهم حكم الله ورسوله في هذا الموقف الخطر.
نادوا كل مقتدر على حمل لواء المعارضة للعدو للخروج للميدان للجهاد.
نادوا الجميع بالوحدة الشاملة، وتطهير القلوب من المحن والأضغان والوقوف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في درء هذه الفتنة.
علّموهم أن الإسلام دين الوحدة دين الاجتماع، دين الوئام، دين الألفة، دين السلام ما سلم دين الجهاد إذا هيض جناحه, هو الدين العاصم من كل الشرور والمحقق للخير كله ولسعادة الأولى والآخرة.
ذكّروهم بالتاريخ الماضي وكيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاهدون على قتلهم وكثرة عدوهم وعتاده، ولكنهم كانوا أقوياء بالحق والصدق والإيمان والعمل الصالح، ولذلك نصرهم الله على أعدائهم وأذل الشرك والطغيان في بلاده.