ونقول: إنّ أمامنا الآن عدواً شديد الخطر, واسع الحيلة والمكيدة، وهو الشيوعية الملحدة الضالة التي تناهض الأديان كلها وخاصة الإسلام، ولذلك نراها تناهض اليهودية والمسيحية بهوادة ورفق، ولكنها تناهض الإسلام بقسوة وجبروت وطغيان وحنق، وترى في تعاليم الإسلام أعظم عقبة وألد عدو لها، تعمل جاهدة للقضاء عليه.
انظروا إلى ما فعلت الصين، وما فعلت روسيا في الأمم المسلمة الشرقية كالتركستان، أبادت أكثرهم واستلبت بلادهم وأموالهم، وحرمتهم من شعائر دينهم، حتى أصبح الجهر بالصلاة جريمة فظيعة يعاقب عليها بالحديد والنار، ولقد سمعت أن قبر الإمام البخاري أصبح مزبلة تجمع فيه القمامات، وكلكم يعرف ما يفعله الشيوعيون في أندونيسيا وباكستان وغيرهما ضد المسلمين، وطغيانهم أشبه، بل أكثر وأطم من طغيان المغول في الزمن الغابر، بل هم خلفاؤهم في هذه الفظائع.
الشيوعية شرّ مستطير، وقد زحفت إلى كثير من البلاد الإسلامية، وكلكم تعرفون أنباءها من الصحف وغيرها ولا تتوقف في زحفها، وذلك لضعف المسلمين في الأقطار التي منيت بها وتفرق كلمتهم، وتمزق جامعتهم ومجافاتهم لتعاليم دينهم.
إنّ خطة الشيوعية الاستحواذ على أقطار الإسلام، وصرف الشباب الناشئ عن الإسلام إلى ما يريدون, وتصوير مبادئهم بصور خلابة كاذبة حتى يقبل الناس عليها ويرون فيها المنقذ للفقراء، ذلك هو الخطر الداهم, وسيتفاقم لو ظللنا في عجابة وجهالة وتفرق وتمزق ومقاطعة لأحكام الإسلام الحنيف، فهل آن للمسلمين أن يفيقوا من غفلتهم, وأن يجمعوا ما تشتّت من أمرهم, وأن يقفوا صفاً واحداً ضد هذا الهجوم الباغي الأثيم؟.