وكلمة (العالمين) معناها: من سوى الله تعالى..؛ فهو جل شأنه ربهم بخلقه لهم، وإعداده لهم ما يحتاجون إليه من آلات، وإنعامه عليهم بعظيم النعم التي لو فقدوها لما أمكن لهم البقاء.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة؛ فالعامة هي خلقه لهم ورزقهم، وهدايتهم لما فيه صالحهم وبقاؤهم في الحياة الدنيا، والخاصة تربيته لأوليائه بالإيمان، وتوفيقهم لكل خير يرضيه، ودفع كل ما يصرفهم عن ربهم عزّ وجل، وبهذا تضمن وصفه تعالى بأنه {رَبِّ الْعَالَمِينَ} بانفراده بالخلق والإنعام والتدبير وكمال غناه عن خلقه غنى مطلقا، وكامل فقر خلقه إليه فقرا مطلقا.
وما دام أن (العالمين) تعنى ما سوى الله تعالى، وما سواه هو المخلوقات، فإن إضافة الرب إلى (العالمين) إنما هي إضافة الخالق إلى المخلوق، وهى إضافة إلى عام وهو المخلوقات، وما يضاف إليه الرب سبحانه عدا (العالمين) فهو جزء من (العالمين) .
٢- الإضافة إلى (كل شيىء) :
وقد وردت هذه الإضافة في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى:{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} . والإضافة إلى (كل شيىء) تعنى الإضافة إلى المخلوقات؛ لأن كل شيىء سوى الله مخلوق؛ فهذه الإضافة تماثل الإضافة إلى:(رب العالمين) .