وقد استجاب إلى هذا اللفت عباد الله المخلصين، ومن ذلك مثلا ما حكاه الله تعالى عن جواب موسى على فرعون لما سأله:{قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} -طه-؛ فكان جوابه ببيان خصائص الربوبية من الخلق وهداية كل خلق لما يصلح له في حياته، والذي يخلق يمدّ من يخلقه بالنعم التي تقيم له حياته.
كذلك ما حكاه الله تعالى عن أصحاب الكهف المؤمنين في قوله:{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} -الكهف-؛ فكان قول أولئك المؤمنين متضمنا بيان خصائص الربوبية من السماوات والأرض، والذي يخلق هذين الخلقين العظيمين يدبر أمرهما بما يكفل حفظهما على أكمل وجه وأتم نسق.
ولو أننا أردنا أن نستقصي إضافة الرب إلى مخلوقاته في الكتاب والسنة، وتفصيل مفهوم كل إضافة لطال بنا الكلام بما لا يتسع له هذه الصفحات، لكنها إشارة عابرة وعجالة خاطفة، أردت بها أن أذكر في هذا الأمر، والذكرى تنفع المؤمنين، وعسى أن ييسر الله فأعود في بحث مستقل إلى تفصيل هذا الموضوع.