ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيغ للذكر مختلفة مثل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومثل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ومثل ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، ومثل سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته إلى غير ذلك مما هو مدون في كتب السنة إلى جانب أذكاره في ليله ونهاره، أكله وشربه، غضبه وسروره، خروجه ودخوله، صحوه ونومه، ركوبه ونزوله، ركوعه وسجوده، قيامه وجلوسه صومه وحجه وجميع حالاته ومختلف عباداته مما يجعله على صلة بربه فلا غرو إن كان ما ينطق به حجة الأرض بعد حجة السماء.
والمتأمل في أذكاره يجدها تمتاز باختصار العبادات وقلة الأعداد وتكامل المعاني وأنها ذات مضمون واضح ودلالة قوية على تمجيد الله وتنزيه ووصفه بكل كمال يليق بجلاله وجماله وبهائه. وقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
" أفضل ما قلته أنا والنبيين من قبلي لا إله إ إلا الله وحده لا شريك له "[١٣] ووحده لا شريك له أشبه فقط لا غير التي تكتب في الشيكات عقب كتابة الرقم تحوطاً من زيادة مزيد ولله المثل الأعلى فهي مبالغة في توحيد الله ونفي الشريك عنه وسد لباب قد يُتوقع دخول شرك منه. وقد أنفق عليه الصلاة والسلام عمره المبارك كله يذود عن جناب التوحيد، ويحارب الشرك بكل ألوانه، ويضع من الإحتياطات ما يدفع الشرك بعيداً عن حمى الكلمة الشريفة، ويحفظها على مرِّ العصور جلية نقية بيضاء.
وللكلمة الشريفة التي هي أفضل الذكر شروط ذكرها الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله.
الأول:
العلم المنافي للجهل، فمن لم يعرف المعنى فهو جاهل بمدلولها.
الثاني:
اليقين المنافي للشك، لأن من الناس من يقولها وهو شاك فيما دلت عليه من معناها.